الإدارة الفرعونية.
نمط إداري دامس..
يعشقه ثلة، ويمقته أمة.
الموظف فيه آلة الزمان، والمدير فيه إلٰه المكان.
الموظف هو أحد تروس المحرك المختفية.
والمدير هو الهدف الوحيد للحشود المحتفية.
الفريق في هذا النمط يئن ألمًا، والمدير يعلو رتبًا.
يقوم هذا النمط الإداري على مصادرة جهود الفريق وإن كانت بارزة، واستقلال إمكاناتهم وإن كانت هامّة، وتسفيه آرائهم وإن كانت صائبة.
الأنا في هذا النمط، تملأ الآفاق حجما، وتدوي في الكون صوتا، وتلوث الدنيا بغضا.
في هذا النمط الإداري، فشل الآخرين سعادة، وانهيار المنافسين غاية، والمديح حق مكتسب.
في هذا النمط الثناء مهدوم، والتحفيز معدوم.
الموظفون في هذا النمط، يتجرعون ألما، وينزفون دما، ويحتسون علقما.
هذا النمط يعمل على “نظرية”:
(لا أريكم إلا ما أرى، ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد).
من يؤمنون بهذا النمط، تظهر عليهم سمات بارزة، قلما تتوافر في غيرهم، ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب، من أهمها:
الشجاعة والإقدام:
فهم يسلبون حقوق موظفيهم دون اعتبار لأحد أو خشية منه.
الشفافية والوضوح:
فهم ينسبون الجهود والمنجزات لأنفسهم، وأصحابها يسمعون ويبصرون.
العدل والمساواة:
فهم يسحقون جميع الموظفين، دون تمييز.
الحرص والمتابعة:
فهم يغلقون جميع القنوات الممكن تنفس الموظف من خلالها.
المرونة والاحتواء:
فهم يتلونون حسب مصالحهم، ويخادعون موظفيهم للنيل منهم.
الفطنة والذكاء:
فهم يركزون على منجزات موظفيهم جيدا، ويتعاملون مع جميع المواقف بإتقان لتحسب لصالحهم.
الرؤية وبعد النظر:
فهم يستشرفون مستقبلهم، ويهتمون بتحقيق غاياتهم.
ترى..
ونحن في عهد الرؤية 2030
هل بين ظهرانينا من يتبنى هذا النمط؟
هل يشعرون بالسعادة والرضا؟
هل ستستيقظ ضمائرهم؟
إن نزواتهم هي من تحدوهم لاعتلاء هذا المرتفع الهش، ولبس هذا الرداء الفاضح،
مع علمهم بأننا في عهد لا يصح فيه إلا الصحيح.
عجبي..
ونحن في عهد المجد..
ألا يعتقد أولٰئك أنهم زائلون!
ألا يجلسون على مقاعد دوارة!
ألم يتعظوا بمن سبقوهم!
ألم يشعرون بالملل من أنفسهم!
حقيقة..
إن التعرف عليهم شاق.
وإن اعترافهم بذلك مستحيل.
وإن ترويضهم لذاتهم انتكاسة.
فهم يرون الحالة طبيعية..
بل يرونها مهارة إدارية استثنائية..
في بعض منظمات العمل تتعالى أصوات، وتخفت أصوات.
يسمع الأنين، ولا يرى صاحبه..
يسمع الدوي، ولا يردع فاعله..
خذلان يفوح، وقمع يلوح..
نفوس تواقة، وغطرسة براقة..
المراجعة الداخلية، عملية تصحيحية تطويرية، لنشاط المنظمة، وعمل أفرادها..
يتجه تفسيرها إلى تصحيح الإجراءات، وتحسين الإنتاج، وهندرة العمليات..
كل ذلك يبعد سنين ضوئية عما يمارسة (شلة) من المديرين الفرعونيين.
الذين لا تخضع ممارساتهم للمراجعة والقياس الموضوعي..
بل يتعدى الأمر هذا كله..
فهم من يوجهون مهام المراجعة الداخلية، ومن يراجعون توصياتها..
بل هم من يفصلون تقارير المراجعة الداخلية، وفرق التطوير، على ما يحقق مصالحهم وأهدافهم فقط..نعم فقط.
فياليت غشاوة عن بصائرهم تزول..
اللهم إنا نسألك العافية، من إدارة فرعونية..
التعليقات (٠) أضف تعليق