التواء حرف
من أطلس الحياة
نستدرج في هذا المقال حكاية صفحة اعتادت على مُشاغبة
جيلها من بني الورق.
تنفرد تلك الصفحة أحيانا بنزوحها عن مصفوفة الأرقام،
حتى باتت محل أنظار المُحدقين.
ولأنها مشاغبة فقد تجرأت على قانون رعايتها وقيمتها.
مشاغبة … ولأنها كذلك
فقد تعرضت ذات يوم لخدشٍ
في ركنها الشاذ عن كيانها،
وبعده خدش وبعده آخر،
حتى فقدت جمالها…
وذات دقيقة في مساء،
تجاوزت تلك الصفحة حدود محيطها
متبخترة تزج بمحتواها من الحروف والجُمل لقارعة الظلام
وكأنها فقدت رحيقها ..
يروي ذاك الراوي
وهو متكئ على أريكته المخملية.
قصة كتاب وتمرد حرف،
يروي … ويخالط خياله الوجع، وأحيانا يخالطه التكبُر على الحياة…
منذ دقيقة المساء
ودور الطباعة تنعي ذاتها
فمن رحيق المصون إلى غصن الشوك.
كي نُعد العدة
ونرسم خارطة الطريق
نستحضر الصعود والانحدار
نستحضر قصة صفحة
باتت حديث حكايتي
ولو أنها لم تُشاغب .. لازداد بريقها
فلربما كان محتواها
آية أو حديث
وربما حكمة أو موعضة
وإن كان غير ذلك فهو كتاب
لن يصدر حتى يخضع لنور الشمس
بين أرصدة مدونة الأمل
أرقام مجهولة .. وكأنها حروف
مُحصنة من الالتواء
وعند محاكمتها في دائرة أبجد هوز
سيحكم لها قاضي الحياة ..
لأنها كالأوتاد لتبقى الأرقام
وعلى سبيل الأمثال
من فقد بريق ذاته فقدْ فقدَ حياته.
التعليقات (٠) أضف تعليق