في تلك الحقبة ، كانت لناهوية ” زمنكاوية ” تراثية وشعبية ، في ديرتي الغالية ، معروفة ومحسوسة ، وهي الأرث الذي ورثناه نحن ، من الرعيل الأول ، وكناحتى نُعرف بتلك الهوية ، وربمانمتازبهاعلى غيرنا ، وكان يفترض بناالتشبث بها ، وعدم المساس بها ، والتفريط فيها ، وتوريثهاوتعليمهاللنشئ ، من الجنسين ، حتى يظل ويبقى موروثناالشعبي ، حاضراًفي كل زمان ومكان ، وتقديمه للناس كماكان ، في شكله ومضمونه في تلك الحقبة الماضية ، ومن المخجل والمعيب ، عندماتخليناعن ثقافتنا ” الديراوية ” الصرفة ، التي كنانُعرف بها ، واستبدلناهابثقافات ، ليست لناالبتة ، واصبحنا نتغنى بها ، وبألوانهاالفلكلورية ، في مناسباتنا ، الخاصة والعامة ، وعلى حساب ثقافتنا ، وتراثناالشعبي ، وكان حرياًبصناع القرار ، واعني
بالتحديد ، الغارقون حباًفي انتمائهم ، بإ عادة لون العرضة والخطوة والربخة ، بنفس ماكانت عليه ، من قبل ، لحناًواداءً ، والتي كان قدابتكرهاالسلف ،
وابدع فيها ، لتكن لناموروثاً ، حاضراًفي ارواحنا وافراحنا ، نتغنى به ونتباهى ، وهوالجميل والرائع بمافيه ، من ” الطمطمة والملالاة ” ، واذانحن في لهجتناوموروثنا ، طمطمة ، ففي لهجة غيرنا ، وفي موروثاتهم ، الكسكسة ، والشنشنة ، والعنعنة ، والفحفحة ، وليست عيباً ، بل هي تنوع ثقافي
ممتاز ، يثري المحافل والمناسبات ، ولكن يبدو ابناء وبنات ديرتي ، يرونهاعيباًوتخلف ، فالبعض
منهم ، نراه على استحياء منها ، والبعض قدتنصّل
منها ، واصبح يتشدق بلهجات وثقافات ، لاتمت له بصلة ، وهناتكمن الخطيئة . فيمامضى كان يتباهى اسلافنامن الجنسين ، بأرتداء الملبوسات التراثية ،
والمشاركة بهافي الأعيادوالحفلات ، وبكل فخر
وشموخ ، اعتلواالزهوالرفيع ، ومازال منهم ، حتى يومناهذا ، من يحافظ على تركة اجداده وتراثهم ،
فتراه ، يلبس الوزرة والصديرية ، ويتشح الملحف المخطط باالأ لوان ، ويتحزّم بجنبيته ” ويتخيتم “في يمينه ، ويقطف حزمة من الريحان والبرك ، ويضعهافي رأسه المعصوب “بالمصرّ “اوفي جيبه ، للتجمل بهاوالتطيب ، ومن النساء من هي كذلك ،
مازالت تحافظ على لباس ” الكرتة والحوك ”
والمقلمة ذات الهدب ، وتتخصّربالسبتة اوالحزام ، وبين ظفائرهاطيب ” المحلب واللباب والقاطوع ، وحزمة من البرك والكادي والريحان ، وبكفيها الحناء ، وبعينيهاالكحل ، وبهاغيرذلك ، ولكن وبكل اسف ، اصبحت هذه النماذج من الجنسين قلّة قليلة ، وكأن تراثك ولهجتك اصبحت سُبة !!،
وكم نحن نتمنى في ديرتي ، عودة لتلك الحقبة
العابقة برائحة الماضي الجميل ، ونرى على الأقل
في المناسبات ، حضوراًكبيراًلهذه النماذج ،
التراثية والفلكلورية ، حتى لايندثرشيئاًمنها .
التعليقات (٠) أضف تعليق