المفاهيم الخاطئة للحرية ما بين الإفراط والتفريط. الحرية جميلة وقيمة عظيمة ونعمة من الله تعالى وهبها للإنسان وأولها أن يختار دينه وأعطى الإنسان الشعور بالمسؤولية عند كل خيار يختاره.
وأحب أن أتكلم عن الجانب الأول [ الإفراط ]. يسعى الإنسان في تذوق حلاوة الحرية ولا يكون مجرد لعبة في أيدي الناس تحكم سلوكياته وتعاملاته كلها وفقاً لهم، بل يكون حراً يعيش حياته كما يختار ويحب ولكــــــــن [ أولا وقبل كل شيء وفقاً لما يحبه الله ويرضاه، وفقاً لمنهج الحياة المتزنة المتمثلة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ]. يقول الله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) ، هدى وأي هدى اعظم وأجمل من هدى الله الذي لا يضيع ولا يخسر الإنسان معه أبدًا، و يقول النبي عليه السلام :( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنتي).
جميل أن نختار ولكن نظل بشر، الخطأ في حياتنا وارد وتارة ما تغلبنا هوى النفس فلا نسمع جيداً لصوت قلوبنا الطاهرة التي على الفطرة السليمة، لهذا أنعم الله علينا بكتابه وسنة نبيه دعم لنا في كل لحظة نعيشها وعندما نمر بلحظات ضعف و خوف و حزن وعدم وضوح للرؤية.
لهذا أقول لا تغتر بنفسك، فلم تخلق نفسك بنفسك فمن الخطأ أن تقدم ما تهواه على ما يحبه خالقك وخالق روحك و ربك ومالكك وإلهك تذكر :( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)). كذب من ادعى الحرية في تجاوز حدود الله بل هو بذلك صار عبدا لهواه وللشيطان. الحرية الحقيقة هي العبودية لله رب العالمين ولا تتعارض الفطرة والروح مع أحكام الله وآياته.
التعليقات (٠) أضف تعليق