ألف وميم ولام، و ألفٌ ولام وميم، من دجى الليالي المؤلمة يشرق الأمل، ومن جوف الألم يتفجر الأمل.
أمل وألم تضادٌ لابد من تعاقبه،
لا
يوجد فرقٌ كتابيٌّ بينهما، فكلاهما الحروف ذاتها، ولكن شتان في المعنى على
الرغم من تعاقبهما دومًا، الأمل هو ذلك الشيء الذي تحمله على ظهرك ومعك
أينما وليت وجهك وأينما صُدت الأبواب في وجهك، تنتشله معك عند سقوطك على
الأرض وتنفض الغبار عنه وتمضي قُدما، تجعله أمام ناظريك حتى في أكثر أوقاتك
صعوبة وحطاما، تتصدق به على المحتاجين، حتى وإن كان معك منه القليل فلربما
تغيث ملهوفًا، أو تسد حاجة محتاج، أو تجبر بها مكسور الجناح، أو تشفي
مريضًا منتكس.
الأمل
ثلاثة أحرف ولكن معناه يفوق الصعوبات بل المستحيلات، الأمل بذرة تزرع في
أعمق نقطة في الجوف، ونموها يستغرق عدة أزمات و أزمات، ولكن حصاده دموع
انجاز ونجاحات.
لطالما تمسكت بطرف الأمل كطفل صغير ممسك بطرف عباءة والدته خشية الضياع، لطالما كان هو منقذي الأول بل حتى الوحيد.
أما
الألم فهو عارض عابر لا يطيل المكوث، يمل سريعًا من أصحاب الهمم، يكره
الصمود، إن أصغيت له عجُب بمكانه واستوطن… إن نكرته وأنكرته لملم حقائبه
وغادر، لكن لا ننكر أن للألم أفضالٌ علينا!
فلا
لذةَ للوصول دون أن تُجرح أقدامنا، ولا لذةَ لنجاحاتنا دونما نسقط، ولا
لذةَ لحلم دون عثرات، ولا لذةَ لتملك شيء دون استحالته سابقًا.
دائمًا
ما يعقب الألمَ أملٌ، فما بعد الجفاف إلا غيثٌ منهمرٌ، وما بعد الإنطفاء
إلا ابتهاجٌ مستنيرٌ، ومامن بؤس مستمر… لو لم يكن في حياتنا آلام، لكان
الجميع على ناصية الحلم يقهقهون، ولكن الآلام صقلت كلًا منا على حدة، جعلت
كل شخص يستشعر نفسه ويعرف قيمتها، بل وحتى يضمد جراحه ويكمل دربه والنور في
قلبه، عدا أولئك ذوي الهمم المتدنية منطفئي الروح باهتي الحُلم، الذين
يلجؤون للزوايا في كربهم، باكين معلنين انسحابهم المبكر من المعركة التي
بدأت حديثًا.
هذا هو الأمل وذلك الألم لا حياة دونهما ولا انتصار عند فقدان أحدهما.
تضاد مُتعاقب
شارك هذا الرابط:
التعليقات (٠) أضف تعليق